الشــ ريماس ـــوق ملكة ريماس
عدد الرسائل : 125 البلاد : في قلب الغالي. المزاج : الله يديم الوناسه رقم العضوية : 1 حكمتي في الحياة : اصبر على المر ترى الي بعده احلى. تاريخ التسجيل : 23/02/2008
| موضوع: هل تدير حياتك بـ لماذا أم بـ كيف؟ الأحد أبريل 06, 2008 12:38 am | |
| [b][size=16][b]هل تدير حياتك بـ لماذا أم بـ كيف؟
الناس نوعان: نوع يهتم بالمعنى، ونوع يهتم بالمبنى، كما إن القوة الداخلية أهم وأجدى من القوة الخارجية، والتغير الذي يطرأ على الشخصية الداخلية يبقى أعمق أثراً وأطول مدى من التغير في الشخصية الخارجية.
يستطيع كل منا التعامل مع أي مشكلة إذا ما وظف إرادته و عزيمته الداخلية، لكن العزيمة ليست قوة ميكانيكية يمكن إطلاقها آلياً، فهى قوة عاطفية و نفسية كامنة تتعلق بغاية الإنسان و معنى وجوده.
يتعلق السؤال بـ "لماذا " ؟ برسالة الإنسان و معنى حياته، و يتعلق السؤال بـ "كيف؟" بالمهارات و المعارف و العمليات المبرمجة و نظم العمل المتقنة ولذلك فإن " كيف " تعبر عن العلم و النظم والمعادلات النفسية، بينما تعبر"لماذا " عن الفنون و الآداب و الفلسفة والإنسانية.
و لكي تعرف ما إذا كنت تهتم بالمعنى أم بالمبنى، فكر بهذه القصة و ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان بطلها:
في إحدى الأيام أراد أحد متسلقي الجبال الصعود إلى قمة جبل لم يسبقه إليه أحد، و قد بدأ محاولته وحيداً لأنه أراد أن يحقق مجداً لا يشاركه فيه أحد. وبعد شهور من الإعداد و التدريب و في ليلة مظلمة شرع في تسلق الجبل الشاهق رغم احتجاب القمر وانعدام الرؤية.
و بعد عناء و حين بدت القمة غير البعيدة زلت قدماه و راح يهوي إلى الأسفل بسرعة رهيبة!
و كانت لحظات قاسية تراءى له فيها الموت، و أدرك أن الحياة أهم من القمة والشهرة والمجد.
وعلى حين غرة، تعلق الحبل المشدود على وسطه في مسمار ضخم كان قد غرسه في قمة إحدى الصخور وعندما وجد نفسه معلقاً بين السماء و الأرض، صرخ طالباً النجدة و في هذه اللحظة المشحونة بالخوف و الرغبة في الحياة، تخيل أنه سمع صوتاً من بعيد يناديه قائلاً: اقطع الحبل كي تنجو "، لكنه لم يستجب لهذا الصوت الموحي بل بالغ في شد الحبل حول وسطه خوفاً من السقوط، و عندما وصل فريق الإنقاذ في اليوم التالي وجدوا الرجل معلقاً و قد تجمد في مكانه و هو على بعد متر واحد من الأرض!!
فهل حبلك و نظام حياتك مشدود على آخره ؟ و هل تستطيع أن تخاطر وتتسلق سلّم النجاح بدون حبال ممدودة و أعصاب مشدودة؟ و هل تستطيع خوض غمار الحياة بدون قوة أسطورية و ذخيرة مهارية؟ الحقيقة أنك تستطيع خوض غمار الحياة بدون قدرة على المخاطرة ما لم تكن مؤمناً وواثقاً و صادقاً و متوازناً من الداخل ومتفاعلاً مع الخارج.
فنحن نحقق ما نعتقد أننا قادرون عليه، و لن نمتلك ذلك الخيال الإيجابي القادر على تحفيزنا و دفعنا إلى الأمام إلا إذا كانت أهدافنا نبيلة وغاياتنا جميلة. فالمهارات والمعارف والقوة الجسدية واللياقة البدنية لا تكفي وحدها لتحقيق الفوز لا بد من إضافة المعنى إلى المبنى ولا بد من فهم :" لماذا " قبل معرفة :"كيف ".
[/b][/size][/b] | |
|